من قصص التاريخ وأساطيره القديمة أقدم لكم هذه القصة دولتان مجاورتان يحكمهما ملكين أشقاء اشتدت فيهم الأحقاد حتى وصلت لإعلان الحرب بينهمافي اليوم المقرر للمجابهة ومنذ بزوغ الفجر كان الجيشان يقفون قبالة بعض مدججين بأسلحتهم وكانت الأسلحة في ذلك الوقت هي السيوف والرماح وأقواس الأسهم وراجمات الحجارة اليدويةوقف الجنود صفوفا متلاصقين تمتلئ صدورهم الحمية منتظرين من الملك إشارة لبدء المعركة وأصبحت الدقائق مثل ساعات تمر عليهم والعرق ينسكب من جباههم وهم يشدون على أسلحتهم ومن بعيد ظهر شيخ كبير كاشف عن رأسه ناشرا عمامتا بيضاء على عكازه ملوحا بها للجميع يجري إليهم مسرعا وهو يقول انتظروا، التفت أليه الجميع من الفريقين وعرفوه إنه والد الملكين وصل ذلك العجوز إلى منتصف البقعة الفاصلة بين الجيشين ثم توقف وبدء يصرخ عليهم قائلا بما أنكم يا أبنائي أيها الملكين لم تجدوا حلا لمشاكلكم بغير الحرب فلماذا لا تكون الحرب بينكما ومن دون أن تسفكوا دماء رجال لا دخل لهم بأخطائكم ولا لأزواجهم وأطفالهم أن يكونوا أيتاماإن كنتم شريفين تحبون شعبكم فانزلوا إلى الساحة وحدكم وتقاتلوا و ليظهر المنتصر والخاسر توقف الجنود تعتريهم الدهشة مما سمعوا ينظرون إلى بعضهم البعض ومن ثم نظروا لملكهم وأحس الملكين بأن نظرة الجنود إليهم كأنها يقظتهم مما هم مقدمون عليه ورضا بحكم العجوز وما كان إلى أن تقدم الملك الأول إلى منتصف الساحة ومن ثم تبعه أخاه وتوقفوا قبالة بعضهم واقترب العجوز منهم وناداهم قائلا ،في أي سلاح تريدون به المقاتلة ، فأجاب الأول كما تريد وأشار الثاني بالموافقة وحينها قال بما أنه يريد كل واحد منكم النصر على أخيه إذا هذه حربكم ومد الشيخ يده إلى صدره وأخرج رقعة شطرنج ورماها على الأرض وقال هنا يظهر الأقوياء وتقول القصة بأن معركة الشطرنج دامت يوما كاملا تمكن كل من الفريقين معرفة أصحاب الفتنة وكانوا أعداء لهم يتربصون بهم ويدفعونهم لقتل بعضهم من أجل إضعافهم ومحاربتهم من بعدهافما كان منهم إلا أن توحدوا وأعدوا قوة كبيرة وخرجوا لأعدائهم يحاربونهم وانتصروا عليهم